بسم الله الرحمن الرحيم
إني من القدسالحمدُ للهِ عمَّ الكونَ بالنّّعم ِ
وخصّني بمزيدِ الفضلِ والكرمِ
أَني إلى القدس ِ والأكنافِ أَنتسِبُ
أرض ِ النبوّاتِ في التاريخِ من قِدَمِ
أرضٌ مباركةٌ مسرى محمدِنا
سبحانَ مَنْ خصّها بالحُسْنِ والعِظَمِ
هذا الرسولُ وعينُ اللهِ تحرسُهُ
يطوي الحجازَ ونجداً عاليَ الهِمَمِ
فوق البراقِ يجوبُ الكونَ مرتحِلاً
من أطهرِ الأرضِ بيتِ اللهِ والحرمِ
إلى فلسطينَ عِطر ِ القدس ِ في عَبَقٍ
مَنْ زارَ مسجدَها يوماً به يَهِمِ
لما تبدّتْ له تزهو بشائرُها
ترجّلَ الشوقُ قبلَ الجسم ِ والقَدَمِ
وسلّمَ القلبَ للرحمنِ خالقِها
يفيضُ بالحبِ والإيمانِ والحِكَمِ
وشدّ فارسُنا للحائطِ العربيْ
بُرَاقَ رِحلتِه ، أسمِع لذي صَمَمِ
فالسورُ حائطُنا والأرضُ مسجدُنا
يا من تَرَدَّدُ لِلتاريخ ِ فاحْتكِمِ
في ليلةٍ هزتِ الأكوانَ روعتُها
وتُوِّجتْ دُرَراً من بارئِ النِّسَمِ
في مشهدٍ خاشعٍ للهِ زيَّنَهُ
سجودُ خيرِ الورى منْ خِيرَةِ الأُمَمِ
الأنبياءِ رسولُ اللهِ قائدُهمْ
قد رسَّخوا الدينَ بالأخلاقِ والقِيَمِ
إنا رضِينا وكلّ ُ الخَلْق ِ والرُسُلِ
بالمصطفى قائداً من أكملِ النِّعَمِ
أَمَّ النِّبيّينَ بالقرآنِ يجمعُهمْ
راياتُ إسلامِنا نارٌ على عَلَم
يا صخرة َ العزِّ يا معراجَ أحمدِنا
نورٌ تبدَّى كَمِثْلِ البدْرِ في الظُّلَمِ
يرقى إلى الخالقِ الرحمنِ قائدُنا
يطوي السمواتِ تحليقاً إلى القِمَمِ
حَلَلْتَ أهلاً رسولَ اللهِ سيدَنا
ويا نبيَّ الورى والخلقِ كلّهِمِ
طُفْتَ السمواتِ ترقى في مراتبِها
حتى وصلْتَ إلى ذي العرشِ والكرَمِ
حيث الجلالُ مَهيبٌ ليسِ يُشبِهُهُ
شيئٌ ولا مثلُهُ وصفٌ جرى بِفَمِ
قد نِلْتَ منْ شرَفِ اللُقيا وِعزِّتِها
أكرِمْ بها ساعةً عظمى لِمُغْتَنِمِ
حتى الملائكُ لم تَبْلُغْ منازلُها
ما خصّكَ اللهُ منْ علمٍ ومن كَلِمِ
يا فخرَ امّتِنا يا أيُّها العربيْ
صلّى عليكَ الورى في اللوحِ والقلَمِ
الحمدُ للهِ شرّفَنا وأكرَمَنا
بالدينِ والرُسْلِ لمْ نُشْرِكْ ولمْ نَهِمِ
فامنُنْ علينا إلهَ العرشِ مغفرة ً
وجنة ً في جوارِ الصادقِ العَلَمِ
إنا فِدا المصطفى مَسراهُ مسجدُنا
ولْيسمعِ الكونُ منْ عُربٍ ومنْ عَجَمِ
إني من القدسِ والأكنافُ تعرِفُني
أنا المتيــمُ أفدي تُربَــها بِدَمِـي