أساليب وفن القيادة
مقدمة:
يعتبر موضوع القيادة من أهم الموضوعات في إطار علم النفس الاجتماعي وعلم النفس التنظيمي وكذلك العلوم الإدارية والسلوكية .
وإذا كانت النظريات القديمة التي وضعت حول هذه الظاهرة مثل نظرية الرجل العظيم أو نظرية السمات تركز أساساً على الصفات والمميزات الفردية للقائد.
إلا أن الاتجاه الجديد لدراسة القيادة تركز على الاهتمام بالتفاعل الذي يحدث بين القائد والموقف الذي يكون فيه القائد وخاصة الهيكل الرسمي الذي يحدث فيه هذا التفاعل
ويمكن تعريف القيادة وفقاً للموقف ببساطة على أنها أسلوب عمل يقوم به القائد
لتحريك المجموعة والتنسيق بين أفرادها لأداء مهمة معينة بفاعلية وإيجابية مع إدراك الجماعة لأهمية هذا الأسلوب المستخدم
ويعد دراسة عملية التفاعل داخل المنظمة هي من الموضوعات التي يجب دراستها جنباً إلى جنب مع دراسة أساليب القيادة .
أساليب القيادة:
تعددت الدراسات التي اهتمت بدراسة أساليب القيادة تمثل الاتجاه الجديد ونستطيع أن نورد منها .
دراسة جامعة أوهايو :
وقد تناولت هذه الدراسات سلوك القائد وفق بعدين هامين هما :
(أ) الاعتبار ويتم فيه فرصة المشاركة في اتخاذ القرارات وتشجيع الاتصالات في الاتجاهين من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى.
(ب) النشاط الموجه نحو العمل ويتم في هذا البعد بالعمل وتحديد الأدوار وتعيين المهام لإنجاز الأهداف .
دراسة جامعة ميتشجان :
دراسات جامعة ميتشجان التي قام بها " ليكرت Likert " الذي أهتم بدراسة نماذج السلوك القيادي والذي توصل من خلالها إلى أربعة أنساق ليستر الإدارة هى:
انساق القيادة ليكرت
اتخاذ القرارات نوعية القيادة النسق
ويتم فى إطاره عملية اتخاذ القرارات بطريقة مركزية شديدة دون إتاحة أي فرصة للمرؤوسين للمشاركة فى عملية اتخاذ القرارات بواسطة التغذية المرتدة
( Feed back ) والاتصال الصاعد . استغلالى تسلطي الأول
وهو نسق تسلطي لا يختلف عن النسق الأول إلا فى الإحساس الطيب الذي يوجه عند الرؤساء نحو حاجات مرؤ وسيهم .
الإحساس والاهتمام لا يتعدى نطاق دراسة هذه الاحتياجات وامكانية إشباعها – والتركيز أساسا يكون على الحاجات المادية فقط . تسلطى الثانى
يسمح فيه بممارسة الشورى والتغذية المرتدة ومشاركة المرؤوسين فى عملية اتخاذ القرارات .
ورغم هذه المشاركة فان القادة فى إطار هذا النسق يحتفظون بالدور الحاسم فى عملية اتخاذ القرار النهائى . استشارى الثالث
حيث يشجع المرؤوسين والاتباع على المشاركة الفعلية فى اتخاذ القرارات . مشاركة فعلية الرابع
القيادة طبقا للموقف:
أن فعالية القيادة تتوقف على تفاعل أسلوب القيادة مع ملائمة الظروف أو تفاعل بين المتغيرات وخصائص القائد ويعتبر " فيدلر Fiedler " ملائمة الظروف " كأهم عامل فى تغير العلاقة بين القائد وأفراد الجماعة حيث أن عامل ملائمة الظروف " الموقف " تؤثر بصفة إيجابية وسلبية على ثلاثة أبعاد هى :
(1) العلاقات بين القائد والمرؤوسين :
ويشير " فيدلر " إلى الموقف المثالي لسلوك أي قائد يتحقق عندما تكون العلاقة بين القادة والمرؤوسين جيدة حيث يعتبر أهم متغير فى أداء الجماعة ذلك لأن نوعية العلاقة هي التي تحدد مواقف واتجاهات الأفراد نحو القائد مما يؤثر بالتالي على أداء الأفراد كجماعة
أن دراسة العلاقة بين القائد والمرؤوسين يجب النظر أليها خلال منظومة التفاعل بين القيم الفردية والقيم التنظيمية من جهة وتأثيرات البيئة الخارجية من جهة أخرى " أنظر الشكل (1)
(2) القيم الفردية:
تعد القيم الفردية مفهوم ضمني أو صريح مميز من مميزات الفرد أو خاصية من خصائص الجماعة حول ما هو مرغوب فيه والذي يؤثر على اختيار أنماط ووسائل وأهداف الفعل أو هي اعتقاد ثابت نسبياً بأن أنماط محددة من السلوك أو أهدافاً غائية تكون شخصياً واجتماعيا مفضلة على نقيضاتها من السلوك أو الأهداف الغائية الأخرى ، فهي تقوم مكان المعايير في توجيه السلوك لتحقيق عدة أهداف في حياتنا اليومية – وهى أيضاً معايير نستخدمها لتبرير سلوكنا .
(3)القيم التنظيمية:
تعكس القيم التنظيمية الخصائص الداخلية المنظمة فهي تعبر عن فلسفة المنظمة الخطوط
وتوفر الخطوط العريضة لتوجيه السلوك ، فهي أساسية في تحديد الاختبارات وتحفيز السلوك ووضع القرارات، وتدل الدراسات إلى وجود علاقة مهمة بين القيم والأداء التنظيمى ، أن المنظمات الناجحة تتميز بنظام قيم يختلف عن المنظمات الفاشلة .
أن دراسة عملية التفاعل بين الفرد والتنظيم تقدم عدة فوائد منها :
1. تساعد على تحديد القيم الفردية والتنظيمية ووضع مقاييس فعالة لقياسها
2. وابراز القيم التي تحتل الأولوية لدى الطرفين .
3. تساعد على تحديد مجموعات القيم المتفاعلة والسلوك الذي يفرزها .
4. تسهل عملية التشخيص للمشاكل واسباب الصراع داخل المنظمة وذلك بفحص عمليات التفاعل بين قيم الفرد وقيم التنظيم وتحديد القيم المتناقضة والمتصارعة .
5. يساعد هذا التشخيص التنظيم في تحديد الإستراتيجية الضرورية من تخفيف حدة الصراع وهذا بتعديل بعض من قيمه أو تخطيط برنامج للتكوين والتوعية لتعديل قيم الفرد .